تمت بعونه تعالى مناقشة اطروحة الدكتوراه/ فرع الدراسات الدولية  للطالبة اسيل حمزة خنجر والموسومة
(السياسة الخارجية الروسية تجاه اقليم شمال افريقيا بعد عام 2000 )
في يوم الاثنين الموافق 17 من نيسان 2017 وعلى قاعة الحرية في كلية العلوم السياسية /جامعة بغداد

تألفت لجنة المناقشة من التدريسيين

أ.د قاسم محمد عبد / رئيساً

أ.د اسراء شريف جيجان / عضواُ

أ.م.د بتول هليل جبير / عضواً

أ.م.د صباح نعاس شنافه / عضواً

أ.م.د فايق حسن جاسم / عضواً

أ.م.د عباس هاشم عزيز / مشرفاً

 

يعـد موضوع الدراسة من المواضيع الحديثة التي لم تنل القدر الكافي في الدراسـات العلمية الأكاديمية,لاسيما اذا علمنا ان منطقة شمال افريقيا قد دخلت ضمن اهتمامات السياسة الخارجية الروسية ,ولاسيما بعد سنة2000 لكون روسيا تمتلك فوق هذا الاقليم مصالح سياسية واقتصادية ذات طابع استراتيجي .وعلى الرغم من بعدها الجغرافي عن الاقليم الروسي , فان دول شمال افريقيا تتمتع نوعا ما بأهمية بالنسبة لروسيا الاتحادية. فروسيا في ظل حكم الرئيس (بوتين) خاصة في العهد الرئاسي الثاني اخذت تعمل على تعزيز قوتها الشاملة, وتسعى لاستعادة مكانتها العالمية وحماية مصالحها الاستراتيجية في دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا.

ويواجه التحرك الروسي في منطقة شمال افريقيا عدد من المعوقات , ومنها معوقات خارجية مثل الولايات المتحدة والتي تتواجد في المنطقة من خلال طرحها لكثير من المشاريع الاقتصادية والمبادرات السياسية وترتبط بشبكة من التحالفات الامنية مع دول المنطقة.وبالإضافة الى الاتحاد الاوربي والذي يعد شريك مهم مع دول شمال افريقيا بحكم قربه الجغرافي وروابطه التاريخية مع دول المنطقة.وبالإضافة الى بروز الصين كقوة كبرى وقطب منافس للولايات المتحدة في المنطقة.

 

 

 

 

والى جانب المعوقات الخارجية هناك المعوقات الداخلية , والتي تتضمن مجموعة من الأزمات والمشاكل التي تخص البيئة الداخلية والامنية,والتي شكلت سببا في تراجع وتعثر التوجه الروسي نحو شمال افريقيا .وماشهدته المنطقة من تغييرات وتحولات في ظل مايعرف بثورات (الربيع العربي) بعد سنة 2010, والذي انعكست بعض التغييرات سلبيا على آمن واستقرار روسيا , والذي طرح ضرورة إعادة وصياغة ترتيب موقع روسيا من جديد.

وعلى هذا الأساس إقتضت الضرورة دراسة هذا الموضوع بشكل علمي ممنهج, ليتسنى لنا معرفة طبيعة التوجهات الروسية وأهدافها والوسائل التي تستخدمها تجاه شمال أفريقيا , وطبيعة العلاقات التي تحكم العلاقة بين روسيا وشمال افريقيا, لاسيما ان هذه المنطقة وماتمتاز به من أهمية استراتيجية وثروات جعلها محط انظار القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي والصين.

وتأسيسا على ذلك، قمنا بتصميم خطة بحثية من أربع فصول.حيث تناولنا في الفصل الأول هياكل صنع السياسة الخارجية الروسية , أما في الفصل الثاني فقد تطرّقنا الى السياسة الروسية تجاه شمال افريقيا , وذلك من خلال توضيح أهمية اقليم شمال افريقيا وأهميتها الاستراتيجية وبالإضافة الى بيان أهداف ووسائل السياسة الخارجية الروسية, في حين خصصنا الفصل الثالث لإبراز واقع العلاقات الروسية مع دول شمال افريقيا , وذلك من خلال توضيح ماهي  العلاقات السياسية وبيان مواقف روسيا اتجاه ثورات الربيع العربي .وبالإضافة الى توضيح العلاقات الاقتصادية , والعسكرية والعلاقات العلمية , والثقافية … الخ .

وتناولنا في الفصل الرابع اهم المعوقات الخارجية والمعوقات الداخلية التي تؤثر على السياسية الخارجية الروسية تجاه منطقة شمال افريقيا,وبالاضافة الى طرح سيناريوهات مستقبلية. وذلك من خلال مقاربة منهجية تتشكل من المناهج التالية: المنهج التاريخي, المنهج الوصفي, المنهج التحليلي,المنهج الاحصائي, المنهج الاستشرافي الاحتمالي.

وعلى صعيد الاستنتاجات نستطيع القول: اعتمدت روسيا في تحركها على الصعيد الخارجي على مبدأ البراغماتية لتحقيق أهدافها في استعادة مكانتها ونفوذها, حيث تحكمها المصالح الوطنية , اقتصادية كانت او امنية , وفي اطار تنطلق من التعاون وليس التنافس والمواجهة مع الولايات المتحدة , كما كان الحال في ظل الاتحاد السوفيتي, ولا التبعية كما كان في فترة الرئيس (يلتسين).

واعتمدت ايضا روسيا في حركتها على العامل الاقتصادي للولوج الى المنطقة , وذلك بتوسيع التبادل التجاري واقامة مشاريع وشراكات اقتصادية تربط بينها وبين دول المنطقة ذات عوائد اقتصادية يعود لها بالمنفعة من جانب ومن جانب تستفاد منه دول المنطقة. وكما تلعب روسيا ايضا بورقة صادرات السلاح الروسي لمزاحمة انفراد الولايات المتحدة في المنطقة, ولكي تعيد روسيا مجدها السياسي في المنطقة ولبنائه من جديد.

لكن يبقى تقدم التوجه الروسي للمنطقة واستعادة مكانتها : يتوقف على قدرة روسيا على مواجهة التنافسات والازمات التي تقف عثرة في تقدم وتطور السياسة الخارجية الروسية تجاه شمال افريقيا.

 


حيث اقرت اللجنة الاطروحة

Comments are disabled.