تمت بعونه تعالى مناقشة اطروحة الدكتوراه / فرع الدراسات الدولية للطالبة (دعاء نوري فليح) و الموسومة ( منهج مثلث الصراع في تحليل الصراعات الدولية : انموذج الكوريتين) في يوم الاربعاء الموافق 18/1/2017 على قاعة الاستاذ الدكتور جهاد الحسني

تألفت لجنة المناقشة من التدريسيين

أ.د. مثنى علي حسين  / رئيساً.

أ.م.د. ميادة علي حيدر   / عضواً.

أ.م.د. علي حسين حميد / عضواً.

أ.م.د. تلا عاصم فايق  / عضواً.

أ.م.د.  عمار حميد ياسين / عضواً.

أ.م.د. ايناس عبد السادة علي  / مشرفاً.

 

 

ملخص الاطروحة

هناك العديد من المداخل المنهجية في مختلف ميادين المعرفة الاجتماعية ( السيكولوجية ، البيولوجية ، الاقتصادية ، السياسية …الخ )التي تصدت بالبحث والتحليل للظاهرة الصراعية في العلاقات الدولية  ،ولا شك بان مرحلة  الحرب الباردة ، مثلت تجربة رائدة لابتكار المناهج التي قدمت تحليلات موضوعية لأسباب الصراع العالمي بين الشرق والغرب  وآلياته وطرق  ادارته مثل منهج التحليل النظمي والمنهج السلوكي ومنهج صنع القرار ومنهج اللعبة أو المباريات ، وفي مرحلة ما بعد الحرب الباردة ظهرت العديد من المناهج التي حاولت تفسير الصراعات المحلية و الإقليمية التي استمرت كامتداد للصراع العالمي في الحرب الباردة  من خلال الافادة من الطروحات والفرضيات جميعها التي قامت عليها المناهج السابقة في تحليل وتفسير ظاهرة  الصراعات، ومنها منهج مثلث الصراع الذي قمنا بدراسته والذي يركز على وجود ثلاثة معطيات مهمه يدور في اطارها الصراع و يستعمل لتفسير الصراعات ذات طبيعة المستمرة والمتجددة إذ فسر غالتونغ ظاهرة الصراع على شكل مثلث متساوي الاضلاع (التناقض ، الادراك ،السلوك ) ، و قد وجدنا ان عناصر المثلث تتداخل وتؤثر في بعضها بعض ، ويشعر البعض إنها حلقة مفرغة ، فينظرون إلى تعقيدات الصراع المركبة ولا يعرفون من اين يبدؤون ، وإنّ نموذج الصراع المثلث الذي جاء به “يوهان غالتونغ ” ، يعد من أبرز النماذج التي حاولت إعطاء تفسير لمراحل الصراع عن طريق ثلاثيّة العناصر الممثلة في أطراف مثلّث ، فأساس الصراع هو عنصر التناقض و الخلاف بين أطراف النزاع ، إذ يترجم التناقض في عنف بنيوي و الذي بدوره ينتقل في مرحلة حل الصراع إلى بناء السلام بين الأطراف، ومن التناقض ننتقل إلى المواقف المعبرة عن التصورات الخاطئة للطرف الآخر وهو ما ينتج لنا عنفا ثقافيا يصل بنا في مرحلة الحل إلى صنع السلام ، كما أنّ المواقف تتحول إلى  سلوكيات، و السلوك الصراعي حسب هذا الأنموذج يعبّر عنه عنف مباشر وهو ما يستلزم حفظ السلام في مرحلة حل الصراع. و من ثم فان اهمية منهج مثلث الصراع تبرز في كونه أعطى لنا أنموذجاً مترابطاً و متماسكاً و شاملاً للصراعات المتماثلة و غير المتماثلة .

من خلال  دراسة أنموذج  الصراع في شبه الجزيرة الكورية ،  وجدنا انه صراع متعدد الابعاد ، يحمل جوانب سياسية واجتماعية وايديولوجية ، فضلاً عن الجوانب العسكرية النووية والصاروخية

 

، كما ان اطراف الصراع  باتت لديهم قناعة باستحالة قضاء طرف على الطرف الآخر . إن الصراع في شبه الجزيرة الكورية ، واحد من اطول الصراعات في اسيا، وقد مر بمراحل مختلفة ، وتأثر بالكثير من العوامل ، منها ما هو داخلي يخص كلا الكوريتين مثل طبيعة التوجهات السياسية والايديولوجية ، وطبيعة النظام السياسي وكيفية اتخاذ القرار فيه ، والعلاقة بين المؤسسات المختلفة للنظام ، ومعدلات الانجاز الاقتصادي ، وهناك تأثير خارجي يتمثل بدور القوى الكبرى والقوى الإقليمية على اطراف الصراع  .

انفصلت الكوريتان عن بعضهما البعض سياسياً واجتماعياً وعسكرياً ، ويمكن أن نشهد في علاقاتهما ملامح التغيير والاستمرارية في آن واحد، فمن جهة لا تزال منافسات وصراعات الحرب الباردة تتحكم في علاقاتهما ولا يزال تأثير القوى الخارجية واضحاً على الأوضاع في شبه الجزيرة الكورية ، ومن جهة اخرى فإن التغيرات و الانفتاح وحالة التطور الاقتصادي العالمي الذي ركبت كوريا الجنوبية موجته يدفع بهما الى التغيير والانفتاح في علاقاتهما ، وكذلك هناك قضايا عديدة تجعل العلاقات بين هاتين الدولتين تمر بمراحل مختلفة من الاستقرار والتأزم  والدوران في حلقه مفرغة تعود فيها العلاقات في كل مرة إلى وضعها الاول.

حيث اقرت اللجنة الاطروحة

Comments are disabled.