تمت بعونه تعالى مناقشة رسالة الماجستير/ فرع الفكر السياسي للطالب ( حسين عدنان هادي ) والموسومة (الفكرالسياسي عند محمد فتح الله غولن) ، وذلك في يوم الاحد الموافق 15/4/2018 وعلى قاعة د.جهاد الحسني في الكلية .

ملخص الرسالة

 

يُعد محمد فتح الله كولن احد اهم المفكرين المعاصرين في تركيا، ساهمت افكاره في تأسيس الخطاب السياسي التركي المعاصر، استطاع فتح الله كولن ان يؤسس خط فكري سياسي خاص به، متجاوزاً بذلك الخط الافكار النورسية، وان كانت هذه الافكار هي امتداد لآفكار سعيد النورسي، الا انه قد عمد الى توسيع دائرة فكره السياسي وتشكيل خط خاص به يتميز بالوضوح والتفرد. يصنف فتح الله كولن من مفكري الجيل الثاني في تركيا، ويقدم نفسه في تركيا بالدرجة الاولى على انه عالم وواعظ، وكاتب وشاعر ومفكر، وتتميز أفكار كولن بجمال الأسلوب ودقة التعبير وأناقة الألفاظ، وان كانت لا تتمتع بأطار منهجي متكامل فيما يخص موضوع الفكر السياسي.


 

  يعد الفكر السياسي التركي المعاصر انموذج فتح الله كولن، فكراً ذا خصوصية وتميز في تركيا، صاغها كولن في اطار رؤيته الدينية المستمدة من الاسلام، ومن الفلسفة الصوفية التي اعادة صياغتها في اطار الفكر السياسي، فضلاً عن منجزات الفكر السياسي الغربي الحديث والمعاصر بشكل جزئي، لتشكيل لغة سياسية جديدة تمزج بين نتاجات الفكر الغربي بشكل انتقائي وبين اطروحات الفلسفة الدينية الصوفية، ففي موضوع الفكر السياسي استعار كولن مفاهيم الفكر السياسي الغربي، ليبني اطروحاته الفكرية السياسية حول الدولة واصل نشأتها التي يرجعها الى نظرية العقد الاجتماعي، فضلاً عن اعطائها طبيعة علمانية مرنة متصالحة مع الدين، وتحديد وظائف كل من الدولة والدين في المجتمع على اساس التكامل لا التعارض وهذه الفكرة بطبيعة الحال كامنة في الفكر الصوفي بشكل عام، من خلال فكرة عالم الملك وعالم الملكوت، فضلاً عن تأسيس كولن وظائف الدولة من خلال فلسفته الليبرالية التي صنعتها فلسفة التصوف ورسختها، وكنتيجة لأسقاطات وتأثيرات الفكر الغربي والفلسفة الصوفية عليه يقبل كولن بفكرة الديمقراطية كأسس  للحكم في المجتمعات بشكل عام، ويرجع اليها كاصل ومصدر للسلطة وشرعيتها.

  ان فتح الله كولن يمثل افكار الحداثة الاسلامية في صيغتها التركية، ويسعى الى لتأسيس مفهوم متعدد للحداثة بكسر انموذج الحداثة الواحد “الحداثة الغربية”، لذلك يوجه نقده للجانب المادي للحداثة الغربية، متجاوزاً افرازاتها السلبية على الفرد والمجتمع، مع عدم رفض لنتاجاتها ومكتسباتها، ليؤسس لحداثة خاصة يكون للدين وللقيم الدينية دوراً واضحاً في تشكل قيم وكيان الفرد والمجتمع، ويرى ايضاً ضرورة التجديد في المجتمعات الاسلامية لاستعادة دور الدين في هذه المجتمعات دون رفض بعض القيم الحداثية التي لا يرى بأنها تتنقاض مع الدين، فرؤيته حول الحداثة والتجديد تنشطر الى فكرتين الاولى هي نقد الحداثة وتصحيح مفاهيمها والثانية التجديد الديني واعادة الدين وبعثه بمفهوم جديد الى المجتمع ليتوافق مع الحداثة.

 

حيث تالفت لجنة المناقشة من التدريسيين

أ.م.د خليل مخيف لفتة / رئيساً

أ.م.د غسان عكلاوي صالح / عضواً
أ.م.د طارق عبد الحافظ عدنان / عضواً

أ.م.د مهدية صالح حسن / مشرفاً

حيث اقرت اللجنة الرسالة

Comments are disabled.