تمت بعونه تعالى مناقشة اطروحة الدكتوراه/ فرع الدراسات الدولية  للطالبة ( صفا رشيد برع ) والموسومة (دور المبعوث الدولي في تسوية الازمات الدولية : دراسة مقارنة للازمتين السورية والليبية) ، و ذلك في يوم الاثنين الموافق 26/2/2018 وعلى قاعة الحرية في الكلية.


 

ملخص الأطروحة

يعد حل النزاعات والازمات الدولية وارساء السلم والامن الدوليين احد المحاور الاساسية لعمل منظمة الامم المتحدة فهو احد الاهداف الاساسية الواردة في ميثاقها والذي يتضمن اليات متعددة تفسح المجال لإمكانية تحقيق هذا الهدف , وقد تنوعت وتطورت اساليب عمل الامم المتحدة في ادارتها للازمات الدولية تماشياً مع بروز مجموعة من المتغيرات التي فرضت انعكاساتها على واقع عملها , فمثل هذه المتغيرات قد فرضت على الامم المتحدة ان تطور اليات عملها , وهو ما اسفر عن سعيها لتتبنى مفاهيم متعددة ترتبط بإرساء السلم وحل النزاعات والازمات الدولية ودمجها في اطار عملها .

وبالرغم من تعقيد سمات النسق الدولي لاسيما بعد نهاية الحرب الباردة وظهور الاحادية القطبية كأبرز سمة في هذا النسق والذي القى بضلاله على مجموع السلوك الخارجي للوحدات الدولية بما فيها المنظمات الدولية وعلى رأسها الامم المتحدة الا ان هذا لم يمنع هذه المنظمة من التقيد بمهامها في حفظ السلم والامن الدوليين وحل النزاعات بمختلف الاليات خاصة منها السلمية , لتجنيب البشرية مزيداً من الحروب والمآسي التي تطال الابرياء في كل الاحوال .

ولهذا يتزايد عدد مبعوثي الامين العام للأمم المتحدة , مع تزايد بؤر التوتر في العالم ووصل عددهم في الوقت الراهن الى اكثر من 113 مبعوثاً خاصاً موزعين على مختلف الدول والمناطق الساخنة في العالم .

ولا توجد منطقة صراع في العالم الا وفيها مبعوث دولي يمثل الامين العام للأمم المتحدة كوسيط محايد , او هكذا يفترض ان يكون . وكلما زاد عدد الصراعات في قارة من القارات او منطقة من المناطق زاد عدد المبعوثين الدوليين الى تلك المنطقة , بل ان بعض الصراعات في مناطق معينة يمثل الامين العام فيها اكثر من مبعوث في وقت واحد , ويتزايد عدد المبعوثين الدوليين تزايداً طردياً مع تزايد حجم المشكلات ومدى اتساع رقعة العنف في المنطقة الجاري فيها الصراع .

وتستحوذ المنطقة العربية بنزاعاتها الداخلية المتعددة على نسبة عالية من الصراعات المسلحة في العالم , اذا ما اعتبرنا عدد المبعوثين مؤشراً لسخونة الاوضاع في اي بقعة جغرافية في العالم .


فالأمم المتحدة قامت الى حد كبير منذ قيامها بدور مهم في الحد من النزاعات المسلحة الدولية . من خلال عدة اليات خاصة منها المبعوثين الدوليين الا انها لم تستطع عمل نفس الشي في مواجهة النزاعات المسلحة غير ذات الطابع الدولي على الرغم من الاثار المترتبة عليها والتي لا تقل في خطورتها عن الاثار المترتبة على النزاعات المسلحة الدولية ان لم ترد عليها في بعض الاحيان خاصة بعد انتهاء الحرب الباردة . وقد يكون عجز الامم المتحدة في هذا الجانب راجع الى عدم تناول ميثاق الامم المتحدة النزاعات غير ذات الطابع الدولي من خلال نصوص مباشرة تحدد ماهيتها , والخطوات الواجب اتخاذها للحد منها حتى يتم القضاء على عملية الخلط بينهما وبين غيرها من صور النزاعات الاخرى , ويرجع قصور اداء الامم المتحدة في مواجهة هذه النزاعات لعدم وجود نص صريح في ميثاقها يحدد كيفية التعامل مع هذه النزاعات , كما قد يرجع تفاقم هذه المشكلة لعدم اتفاق الدول الاعضاء في الامم المتحدة على اتخاذ قرارات تحدد ماهية تلك النزاعات , وقد يرجع عجز الامم المتحدة للتصدي لهذه النزاعات والازمات نتيجة لتمسك الدول محل النزاعات بمبدأي السيادة والاختصاص الداخلي , فضلاً عن هيمنة الدول الكبرى على مقدرات الامم المتحدة وتغليبها لمصالحها الذاتية على مصلحة المجتمع الدولي .


وعليه ، حاولت الامم المتحدة التدخل في الازمات الدولية للحد منها باتباع اسلوب الدبلوماسية الوقائية التي تطورت مع تطور المنظمة واساليب تعاملها لتحقيق الاهداف المنصوص عليها في الميثاق، وتعتمد هذه الوسيلة على الوساطة وعلى المساعي الحميدة وهو ما تجلى بشكل واضح في تعامل الامم المتحدة مع الازمتين السورية والليبية من خلال مبعوثيها الدوليين، إلا أن جهود المبعوثين في كلتا الازمتين لم تنجح في ايجاد مخرج لحد اللحظة، فكلتا الازمتين تعد من الازمات المركبة والمعقدة، حيث يزداد فيها عدد الفاعلين خاصة الدول الكبرى، ومما زاد من تعقيدها هو مواقف هذه الدول المتعارضة حيال الازمة، مما جعلها عصية على التسوية في ضوء جهود المبعوثين الدوليين، الا ان جهود المبعوثين ما زالت مستمرة إلى الآن مما يعطي انطباعاً بأن للمبعوث الدولي دوراً بارزاً ومتفاعلاً مع الاحداث الجارية في كل من سوريا وليبيا، لذا حاولت هذه الدراسة تسليط الضوء على دور المبعوث الدولي في تسوية الازمتين السورية والليبية.

 

أ.د قاسم محمد عبد / رئيساً.

أ.م.د بتول هليل جبير / عضواً.

أ.م.د دنيا جواد مطلك / عضواً.

أ.م.د خلود محمد خميس / عضواً.

أ.م.د يسرى مهدي صالح  / عضواً.

أ.م.د سعد حقي توفيق / مشرفاً.

 

حيث اقرت اللجنة الاطروحة .

 

Comments are disabled.